ضريبة الشركات في المملكة الأردنية الهاشمية

ضريبة الشركات في المملكة الأردنية الهاشمية

تعتبر الضرائب أحد الأدوات المالية الرئيسية التي تعتمد عليها الحكومات لتحقيق التوازن الاقتصادي والاجتماعي، بالإضافة إلى كونها مصدراً رئيسياً لتمويل المشروعات العامة والخدمات الأساسية. في المملكة الأردنية الهاشمية، تلعب ضريبة الشركات دوراً محورياً في النظام الضريبي، حيث تساهم بشكل كبير في الإيرادات الحكومية. بناء على ذلك يهدف هذا المقال إلى تقديم نظرة شاملة على ضريبة الشركات في الأردن، بما في ذلك النظام الضريبي، معدلات الضرائب، كيفية حسابها، التحديات التي تواجه الشركات، وأثرها على الاقتصاد.

 الإطار القانوني لضريبة الشركات

 1- قانون ضريبة الدخل

يتم تنظيم الضرائب في الأردن بموجب قانون ضريبة الدخل الأردني رقم 34 لسنة 2014 وتعديلاته. يحدد هذا القانون الأسس والإجراءات المتعلقة بفرض الضرائب على دخل الشركات والأفراد. يهدف القانون إلى تحقيق العدالة الضريبية من خلال فرض ضرائب تصاعدية تتناسب مع قدرة المكلفين على الدفع.

 2- اللوائح والتشريعات المكملة

إلى جانب قانون ضريبة الدخل، هناك العديد من اللوائح والتعليمات التي تصدر عن دائرة ضريبة الدخل والمبيعات لتوضيح وتفسير أحكام القانون. تشمل هذه اللوائح تفاصيل حول كيفية تقديم الإقرارات الضريبية، ومعايير تقييم الدخل، والإعفاءات والخصومات الممكنة.

 3- معدلات ضريبة الشركات

تختلف معدلات الضرائب في الأردن بناءً على نوع النشاط الاقتصادي الذي تمارسه الشركة. تم تصميم هذه المعدلات لتعكس الفروق في القدرة على الدفع بين مختلف القطاعات الصناعية والتجارية. فيما يلي نظرة على المعدلات الرئيسية:

4- الشركات الصناعية

تخضع الشركات التي تعمل في القطاع الصناعي لمعدل ضريبة قدره 14%. كما يشمل هذا القطاع الشركات التي تزاول أنشطة التصنيع والإنتاج المختلفة.

 5- قطاع الاتصالات والتأمين والبنوك

تعتبر هذه القطاعات من بين الأكثر ربحية في الاقتصاد الأردني، وبالتالي يتم فرض معدل ضريبة أعلى عليها. كما تخضع الشركات التي تعمل في مجالات الاتصالات، التأمين، والخدمات المصرفية لمعدل ضريبة قدره 35%.

 6- القطاعات الأخرى

الشركات التي تعمل في مجالات أخرى غير مذكورة أعلاه تخضع لمعدل ضريبة قدره 20%. كما يشمل هذا المعدل العديد من الأنشطة التجارية والخدمية.

 كيفية حساب ضريبة الشركات

 1- الدخل الخاضع للضريبة

يتم حساب الضرائب بناءً على الدخل الصافي الخاضع للضريبة، والذي يُحسب بعد خصم كافة النفقات والتكاليف التشغيلية المقبولة من الدخل الإجمالي للشركة. يشمل الدخل الخاضع للضريبة الإيرادات من الأنشطة التجارية والاستثمارية للشركة.

 2- الخصومات والإعفاءات

يوفر القانون العديد من الخصومات والإعفاءات التي يمكن أن تقلل من المبلغ الخاضع للضريبة. كذلك تشمل هذه الخصومات النفقات الرأسمالية، التبرعات الخيرية، وبعض أنواع النفقات التشغيلية الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، توجد إعفاءات خاصة لبعض المناطق الاقتصادية الخاصة والمشاريع الاستثمارية.

 3- الإقرار الضريبي

يجب على الشركات تقديم إقرار ضريبي سنوي إلى دائرة ضريبة الدخل والمبيعات يوضح تفاصيل الدخل والنفقات والضرائب المستحقة. كذلك يتم تقديم هذا الإقرار في موعد أقصاه 30 أبريل من العام التالي للسنة المالية.

توفر وزارة المالية بالمملكة الأردنية الهاشمية إمكانية الأستفسار عن ضرائب شركتك عبر صفحتهم الرسمية.

 التحديات التي تواجه الشركات في دفع الضرائب

1- تعقيد النظام الضريبي

يشكل تعقيد النظام الضريبي أحد أبرز التحديات التي تواجه الشركات في الأردن. كما تتطلب القوانين واللوائح المتعددة فهماً عميقاً وإدارة دقيقة لضمان الامتثال الكامل. قد يتطلب الأمر الاستعانة بخبراء محاسبين ومستشارين قانونيين، مما يزيد من التكاليف التشغيلية.

2- عبء الضريبة على الشركات الصغيرة والمتوسطة

بالرغم من أن معدلات الضرائب مصممة لتعكس القدرة على الدفع، إلا أن الشركات الصغيرة والمتوسطة غالباً ما تواجه صعوبة في تحمل العبء الضريبي بالمقارنة مع الشركات الكبيرة. قد يؤدي ذلك إلى تقليل قدرتها على التوسع والاستثمار، أو يسبب الاختلاس المالي للشركات.

3- الامتثال والتفتيش

يواجه العديد من الشركات تحديات في الامتثال لمتطلبات الإقرار الضريبي والمراجعات الدورية التي تجريها دائرة ضريبة الدخل والمبيعات. تتطلب هذه المراجعات تقديم وثائق مفصلة وإثباتات، مما قد يشكل عبئاً إدارياً إضافياً.

 أثر ضريبة الشركات على الاقتصاد الأردني

  •  تعزيز الإيرادات الحكومية: تساهم الضرائب بشكل كبير في تعزيز الإيرادات الحكومية، مما يتيح للحكومة تمويل المشاريع العامة والخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والبنية التحتية.
  •  تشجيع الاستثمار: من خلال توفير إعفاءات وخصومات ضريبية للمشاريع الاستثمارية والمناطق الاقتصادية الخاصة، يمكن للحكومة الأردنية جذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية، مما يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل.
  •  العدالة الضريبية: يساهم النظام الضريبي المتدرج في تحقيق قدر من العدالة الضريبية من خلال فرض معدلات أعلى على القطاعات الأكثر ربحية. يساعد هذا في توزيع العبء الضريبي بشكل أكثر إنصافاً.

 تحسينات مقترحة للنظام الضريبي

  •  تبسيط الإجراءات: من المهم تبسيط الإجراءات الضريبية وتوفير إرشادات واضحة للشركات حول كيفية الامتثال للقوانين. يمكن أن يسهم ذلك في تقليل التكاليف الإدارية وتحسين الامتثال.
  •  دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة: ينبغي توفير مزيد من الدعم للشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال تقديم خصومات ضريبية إضافية أو تسهيلات في الدفع. يمكن أن يساعد ذلك في تعزيز نمو هذا القطاع الحيوي.
  •  تعزيز الشفافية: تعزيز الشفافية في النظام الضريبي يمكن أن يزيد من ثقة المستثمرين. كما يمكن تحقيق ذلك من خلال نشر تقارير دورية حول استخدام الإيرادات الضريبية وتأثيرها على الاقتصاد.

 الخاتمة

فب النهاية تعد الضرائب في المملكة الأردنية الهاشمية أداة مالية هامة لتحقيق التوازن الاقتصادي وتمويل المشاريع العامة. على الرغم من التحديات التي تواجهها الشركات في الامتثال للضرائب، فإن النظام الضريبي الأردني يسعى إلى تحقيق العدالة والمساهمة في النمو الاقتصادي. من خلال تبسيط الإجراءات ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، يمكن تحسين النظام الضريبي وتعزيز بيئة الأعمال في الأردن.